في أحلك الأوقات| نص نثري - إجَّاز بوست

اعلان الهيدر

في أحلك الأوقات| نص نثري


نصوص نثرية



🖋️ نص نثري: عبدالباري لكريمي

في خضم ضبابية اليأس وضياع سفينة الروح في بحر الحياة، نجد أنفسنا غالباً أسرى الشكوك والأسئلة الحائرة. وربما في هذه اللحظات نرى الحياة قاسية غامضة لا تُحمد عقباها.


لكن في خضم هذا الظلام الدامس، فجأة يتسلل شعاع خافت إلى قلوبنا، شعاع يُذكِّرنا بأن الخطأ ليس نهاية المطاف، بل هو جزء لا يتجزأ من رحلتنا نحو النضج والارتقاء الروحي.


فعلى الرغم من عدم اكتمال أفراحنا ومسراتنا، تبقى دائماً ناقصة. وللخالق سره في عدم استمرارية وجود من نحب بجانبنا واختفاء من نتمنى أن يكون جزءاً من روحنا.


رغم أن بعض قراراتنا قد تكون مُترددة مُتذبذبة، يملؤها الخوف أحياناً كثيرة، إلا أنه لا يجب علينا أن ننسى قيمة الخبرة والتعلم من الأخطاء. وأن الله يرحمنا برحمته الواسعة مهما كانت أخطائنا.
ففي كل خطوة نخطئها، وفي كل يوم يمر علينا، نجد فرصة للنمو والتطور. ونكشف جانبًا آخر من ذواتنا آدمية.


إن قدرتنا على اكتشاف أنفسنا في اللحظات العصيبة، وفهم دواخلنا بشكل أعمق، هي حقاً ما يميزنا كبشر. نعم نعرف كم نحن ضعفاء، كم نحن جاهلون، كم نحن أحياناً كثيرة كلمة واحدة تقيم في قلبنا عرساً وكلمة واحدة تقيم خيمة عزاء.


فالتحديات التي نواجهها وتكسرنا وتطرحنا أرضاً، ننهض بقوة عجيبة كي نتغلب عليها. كجنود فاتحين، نفتح الأمل في جوانب المظلمة. تلك الجوانب وتلك الألم تلك جراح تجعلنا أقوى وأكثر تماسكاً. 

لا يوجد إنسان قوي، بل يوجد إنسان متفائل بأن ربك كريم وأن في كل شر ينبوع من خير وأن ظلام الليل لا بد أن ينتهي عندما يرفع صوت بلال.
لذا.. لنبقَ متفائلين حتى في أحلك الأوقات، ولنستمر في التعلم والنمو والتعافي ونعاقب أنفسنا قبل أن يعانقنا شخص آخر.

 نتشارك مشاعرنا لأننا نحن كائنات مشاعرية. ففي نهاية المطاف، هكذا سنجد أنفسنا أكثر قوة وأكثر إدراكاً لقيمة الحياة ومعانيها العميقة وأكثر تقرباً من خالقنا.. الطريق إلى الله يبدأ بكلمة وينتهي بكلمة.


إرسال تعليق

0 تعليقات