شيء ما يسألوني في عمق هذا الليل:
ماذا تفعل في عمق هذا الليل؟
أنتظر غفوة تائهة ترأف بحالي ..فتجتاحني ربما أنام لأحلام بواقع أتمانه ولا أعتر عليه ربما.. أنا الآن ميت كنجمةٍ، ولست أنا سوى موقع لوجودي السابق كموقع نجمة ماتت عشقا في القمر .
-وماذا تكتب في هذا الليل؟
انا لا أكتب شيء في حضرة الليل، لأنه هو من يكتبني نص نثريا..أو خاطرة عابرة إن شاء وكان لديه وقت إضافي .. ولا يشغله عني سقوط نيزك قمري .. يكتبني ويجعلني من حراسه كسائر العاطفين الوحيدين يشربون آهات الحسرة وينفتون زفير الخيبة .. وإني كسائر العاطفين في عمق هذا الليل أفتش في الفصل الأجمل من حياتي عن إبتسامة خالية من جرح ..هل تعلم لقد نسيت كيف أبتسم الآن وقبل الآن أيضاً ..،!
-ألا يبتسم العاطفيون في الليل؟
يبتسمون بلاقصد.. عندما يكون الحزن منشغلا بقلب آخر وبمرور طائرة عسكرية تحمل براميل متفجرة وحصن طائر ذهب إلي حقل قمح عجوز أمريكي.. نحن معشر العاطفين والليل ..نلعبوا اللغميضة بلا قصد .. طفوليون في الملاح والقصد..
هل تجتاحك مشاعرٌ مشوشةٌ في عمق هذا الليل؟
الليل عندما ينفرد بي ..يداهمني عاطفياً لأني مصاب بالهشاشة في قلب ، أمر طبعي بأن يصبح لدي صداع عاطفي و بعض الدوار يفرزه الحنين .
-ولماذا القهوة السوداء في عمق هذا الليل؟
ربما لضرورة الشعرية ..وربما لأنها تشبه واقعي ،وربما أشرب حدادي وحزني الغرناطي.. و ربما أحاول من خلال القهوة السوداء أن أطرح سؤالاً فيزيائيا عاطفياً
لم يخطر ببال علماء الفيزيا ء،هل يبتلع التقب الأسود أحزاني والنكبة والنكسة ونتائج وعد بلفور ؟! وهل قهوة السوداء بلونها من أنصار الدولة العباسية وهذا سؤال تاريخي يقبل حدف من النص ،وكتبته تماشياً مع الدفقة الشعورية ومع هدوء هذا الليل و إحترام لتخصصي الجامعي وتكريماً لأسلافي الذين سقطوا شهداء دفاعاً عن الفردوس المفقود..
-يبدو أنك تهلوس ومصاب بالهذيان؟
ربما تملت من وحدة هذا الليل الذي يسكب لي أحزاني..كنبيد معتق في قبو مزرعة فرنسية من عهد نبليون قبل نفيه ..
-ألم يستهلك هذا الليل الطويل كأوجعك قواك؟
كل ما هناك أني ما زلت أريد أن أعتقد أن هناك أمل
يأتي مع خيوط الصبح القريب ..
-اذان أراك في ليل آخر!
- أنتظرك في نص آخر !
0 تعليقات