في لحظة ما |نص نثري |عبدالباري لكريمي
في لحظة ما تستفيق، فتجد نفسك قد تغيرت، نعم تغيرت لدرجة مرعبة، لم تعد ذلك الشاب الذي يتحمل كل شيء ويغفر لكل خطأ. ستدرك أنك تستحق الأفضل ولا شيء سواه، وأنك لست مجبراً على البقاء في علاقات سامة مهما كانت. ستضع لنفسك حدوداً واضحة، ولن تسمح لأحد أن يتجاوزها. ستعيش حياتك وفقاً لشروطك أنت، ولن تتنازل عن مبادئك.
ستأتي لحظة تدرك فيها أنك مسؤول عن سعادتك، ستتخلص من كل ما يثقل كاهلك، وستختار الأصدقاء الحقيقيين بعناية فائقة، وستبتعد عن كل من يحاول أن يستنزف طاقتك. ستعيش حياتك بكل بساطة وشفافية، مدركاً أن السعادة الحقيقية تكمن في داخلك، أنت سيد نفسك.
حين تبلغ من العمر عتباً، لن تسكنك رغبة في إرضاء كل من حولك. ستدرك أن قيمتك لا تقاس بموافقة الآخرين، وأن استغلالك ليس إلا إهانة لكرامتك، كرامتك أهم من دموعهم. ستبتعد عن كل ما يثقل كاهلك، وعن كل من يحاول أن يجعلك أقل مما أنت عليه. لن تخوض كل المعارك، ستختار معاركك بدقة، ولن تدخل في صراعات لا طائل منها. ستعيش حياتك بوعي وهدوء، مدركاً أن الوقت ثمين جداً لتضيعه في أمور لا تستحق، وأنت تستحق الأفضل."
0 تعليقات