من البراءة إلى الحكمة | نص نثري - إجَّاز بوست

اعلان الهيدر

من البراءة إلى الحكمة | نص نثري

نص نثري
 من البراءة إلى الحكمة | نص نثري|عبدالباري لكريمي 
زرعوا فينا بذور الطيبة، وسقوها بماء العطاء، فأصبحنا أشجاراً وارفة الظلال، نمد أغصاننا بالحب والعطف إلى كل من حولنا..علَّمونا أن نكون كالنهر، يجري صافياً نقياً، يروي العطشى ولا ينتظر جزاءً.
كنا نعتقد أن العالم كله مثل بيتنا، وأن كل من فيه أخٌ أو أخت،ولكن الحياة علمتنا أن الحقيقة أشد مرارة، وأن القلوب قد تتصلب كالحديد، وأن الأيادي التي مددناها بالعطاء قد تُرد بالضرب..
 اكتشفنا أننا كنا نسير في حقل من الألغام، وأن كل خطوة قد تكون الأخيرة، ورغم كل  هذا ، لم نفقد إيماننا بالخير، ولم نتخل عن طيبتنا، فالإنسان كالشمعة، يحترق لينير للآخرين..يبدو ان محمود درويش كان فردا من بيتنا..
كنا نسير في هذا العالم وكأننا نرتدي رداءً أبيض ناصعاً، نقية الأرواح، صافية النوايا ،لم نكن نعرف أن الحياة ستلطخ هذا الرداء ببقاع سوداء، وستجعله أثقل وأثقل..نعم اثقل
 كنا نعتقد أن الحب كالنور، يضيء كل زاوية مظلمة في روح ، وينشر الدفء في كل مكان، ولكننا اكتشفنا أن الحب قد يكون سيفاً ذو حدين،يجرح أحياناً أكثر مما يداوي. 
كنا كشجر زرع في أرض جرداء، حاولنا أن ننمو ونزهر، ولكن الرياح العاتية هبت علينا، وكادت أن تقلعنا من جذورنا ، لكننا تمسكنا بالأمل، وواصلنا التطلع إلى سماءٍ مشرقة، ننتظر شروق شمس جديدة تبعث فينا الحياة من جديد،ورغم كل انكسارات، ظل قلبنا ينبض بالحياة.


إرسال تعليق

0 تعليقات